بهرامی‌نیا: الإسلام لم يأتِ لمحاربة الكفار، بل یرفض الظلم والشرك 

في كلمته بمسجدي النور والسراج في مدینة سنندج أشار الناشط الديني والاجتماعي جليل بهرامي‌نيا إلى تاريخ الإسلام وأكد أن هذا الدين يقوم على التعايش السلمي مع أتباع الديانات الأخرى ولا يدعو إلى الحرب مع البشر بل يهدف إلى مواجهة الظلم والشرك.

استضاف مسجدا نور وسراج في سنندج حفلاً لإحياء ليلة الرابع والعشرين من شهر رمضان، حيث ألقى جليل بهرامي‌نيا كلمة حول مفهوم "الحياة السلمية في الإسلام". وفي إشارة إلى تاريخ الإسلام، قال: "إن المسلمين تفاعلوا على الدوام مع أتباع الديانات الأخرى، والإسلام على عكس ما یروج له بعض وسائل الإعلام، هو دين السلام والتعايش".

وأشار إلى أن الأمم عاشت جنبًا إلى جنب لقرون قبل إنشاء الأمم المتحدة عام ١٩٤٨، وقال: "حكمت الحكومات الإسلامية، كالعباسيين والعثمانيين، مجتمعات دينية متنوعة لسنوات طويلة؛ ولكن مع هيمنة الإعلام العالمي على القوى السياسية، رُسمت صورة زائفة عن الإسلام، وصُوِّر المسلمون على أنهم مُحرِّضون للحرب وللأسف، غذّت بعض الحركات المتطرفة هذه الصورة بتفسيرها الخاطئ للإسلام". 
وأوضح بهرامي‌نيا أن الإسلام لم يأت لقتال غير المسلمين، وإنما هدفه مواجهة الكفر والشرك والظلم. وفي إشارة إلى المصادر الإسلامية، قال: "يرتكز الفقه الإسلامي، على كرامة الإنسان والطهارة الظاهرية، وهذا الأساس يعزز التعايش السلمي". واستشهد بحياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واعتبر احترامه لجثة يهودي مثالاً على هذا الموقف، وأضاف: "لقد استخدم النبي الکریم (صلى الله عليه وسلم) أواني المشركين في الأكل والشرب، وحتى على المستوى السياسي، عقدوا معاهدات مثل صلح الحديبية وصحيفة المدينة للتعاون والتعايش".

ثم أشار إلى أمثلة تاريخية للتعايش بين المسلمين والأديان الأخرى:

معاهدة عمر رضي الله عنه مع مسيحيي القدس: حيث رفض إقامة إقامة الصلاة في الكنيسة التي عقد فيها الاجتماع حتى لا يطالب المسلمون بملكيتها في المستقبل وقد أدى هذا القرار الذكي فيما بعد إلى بناء مسجد عمر في نفس الموقع.
عدالة أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه في حمص: بعد فتح مدينة حمص دفع اليهود الذين لم يقبلوا الإسلام الجزية لضمان أمنهم ولكن عندما اضطر الجيش الإسلامي إلى التراجع، أعاد أبو عبيدة هذه الضريبة إلى الناس، قائلاً إنه لم يعد يستطيع حمايتهم. وقد أدى هذا التعامل العادل إلى تحول العديد من سكان المدينة إلى الإسلام.

واختتمت بهرامي‌نيا بالتأكيد على أن الإسلام، خلافا للدعاية السلبية، يقوم على العدل والتفاعل الإنساني والتعايش السلمي، ولم یجبر أي دين على قبول الإسلام.